منتة
عدد المساهمات : 330 نقاط : 865 السٌّمعَة : 15 تاريخ الميلاد : 02/12/1972 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 العمر : 51 الموقع : I don’t no
| موضوع: القرآن الكريم .. والـصـــداقــــــة :. الأحد ديسمبر 04, 2011 7:29 pm | |
|
.: القرآن الكريم .. والـصـــداقــــــة :. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا شك بأن ديننا العزيز قد وضع لنا صورة واضحة التي فيما لو سرنا عليها سنكون قد سرنا على الصراط المستقيم الذي نسأل الله سبحانهأن يهدينا إياه في كل صلاة نصلّيها، وحتماً فإن ( الصداقة ) من الأمور المهمة في حياة الإنسان والمجتمع. لذا فمن الطبيعي أن الله سبحانه وتعالى لم يغفل عن هذا الجانب العظيم، وحاشاه أن يغفل.. فقد بيّن لنا بعض القواعد المهمة في إختيار الصديق. الصداقة، والصديق.. هناك كتب عديدة وبحوث ونظريات وأقوال في هذا الشأن، لا شك بأن الكثير منها سيفيدنا فيما لو إتبعناه، لكنّه بالتأكيد لن يكون مضموناً كما لو أخذنا أفكارنا بهذا الشأن -وبغيره- من ومن أهل البيت عليهم السلام. ما هي الآيات التي تحدّثت عن الصداقة في القرآن..؟سنأخذ بعضاً منها مع وقفات تأمّل بسيطة معها . قال سبحانه وتعالى ( وَ يَوْمَ يَعَض الظالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنى اتخَذْت مَعَ الرّسولِ سبِيلاً ) - ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا ) - ( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا ) هذا نموذج سيء للصديق الذي لا فائدة منه أبداً، في ذلك اليوم العظيم.. حيثُ تسودُّ وجوهٌ وتبيَضُّ وجوه، نرى كثيراً من الناس قد عضّوا على أيديهم من شدة الألم والحسرة، ليتنا لم نفعل كذا.. ليتنا فعلنا، ليتنا لم نصادق فلان، لقد عرفت الحق وإتبعته لكنّه جاء ليفسد عليّ إيماني. > يا ويلتى - يا هلاكي - ليتني لم أتخذ فلانا - و هو من اتخذه صديقا يشاوره و يسمع منه و يقلده - خليلا.< قبس من الميزان في تفسير القرآن ---------------------------------------------------- وقال عزّ وجلّ شأنه ( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ) - ( وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) و هذا الكلام تحسر منهم على حرمانهم من شفاعة الشافعين و إغاثة الأصدقاء، فهذا دليل على أن الأصدقاء لهم شفاعة في بعضهم البعض يوم القيامة، نتمنى أن لا نكون ممّن يندمون في ذلك اليوم لأنهم لم يتّخذوا صديقاً مؤمناً، .. سيأتي الحديث الآن عن هذا النوع من الصديق. ---------------------------------------------------- يقول سبحانه وتعالى ( الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ) الأخلاء في هذه الدنيا بعضهم لبعض عدو في يوم القيامة؟ أ يُعقل؟نعم.. > نقرأ في تفسير الميزان : الأخلاء جمع خليل و هو الصديق حيث يرفع خلة صديقه و حاجته، و الظاهر أن المراد بالأخلاء المطلق الشامل للمخالة و التحاب في الله كما في مخالة المتقين أهل الآخرة و المخالة في غيره كما في مخالة أهل الدنيا فاستثناء المتقين متصل. و الوجه في عداوة الأخلاء غير المتقين أن من لوازم المخالة إعانة أحد الخليلين الآخر في مهام أموره فإذا كانت لغير وجه الله كان فيها الإعانة على الشقوة الدائمة و العذاب الخالد ( ... ) ، و أما الأخلاء من المتقين فإن مخالتهم تتأكد و تنفعهم يومئذ.
<
----------------------------------------------------
ما دامت الصداقة ليس لوجه الله، ولمصالح دنيوية فإنها فقط تمتد في الدنيا بل أنّ دوامها في الدنيا معرّض دائماً للإنقطاع، فما كان لله فقط هو الدائم، [center]وما كان لغيره زائـل.. فلماذا لا نُعيد ترتيب صداقاتنا؟ لا أعني بهدم الصداقات لكن بإمكاننا إعادة وضع المباديء والأهداف.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام : وكل مودةٍ لله تصفو - ولا يصفو مع الفُسقِ إخـاءُ نعم فليس هناك مودّة تصفو عندما يكون فسق! أما إذا كانت في الله ولله فإنّها دائمة، ونافعة في يوم القيامة طبعاً، وأن تكون الصداقة في الله ولله يعني أن تتجرد من المصالح، وأن نراعي الشرع في علاقتنا، ننصح الصديق وينصحنا، نسير مع بعضنا البعض على الطريق الصحيح الذي يؤدّي بنا إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى. ----------------------------------------------------الصداقة ليست مجرّد (تجمّع،سهر،رحلات،ترفيه)، بل هي علاقة مقدّسة تساعدنا وتعيننا على أمور دنيانا وآخرتنا، وطبعاً لا يعني ذلك أن المسجد فقط هو المكان الذي يجب أن نجتمع فيه مع أصدقائنا، فلأنفسنا علينا حق.. يمكننا أن نوّفق بين الأمرين بإذن الله سبحانه وبتعاوننا على البر والتقوى مع بعضنا البعض. في هذه الحالة سننعم بعلاقة راقية رائعة بكل ما تعنيه هذه الكلمتين من معنى، وستدوم هذه العلاقة أبداً، ليس في هذه الدنيا الفانية فقط، لا بل في الجنّة أيضاً إن شاء الله . أنت تحب صديقك لهذا تساعده على أمور دنياه، تقضي له حوائجه وتكون مؤنساً له في وحدته، وكذلك عليك أن تفرح عندما تراه في المسجد والمأتم ومجالس الخير وعندما يكون خلوقاً، وتحاول مساعدته لأجل التخلّص من الكذب والغيبة والنميمة والذنوب الأخرى، وترشده إلى الإبتعاد عن مجالس السوء .. عندما تفعل هذا فـ محبتك له صادقة وقوية جداً. اسأل نفسك، هل ستختار صديقاً يضرّك وبمجرّد أن ترحل عن الدنيا ستندم أشدّ الندم على صداقتك به؟ أم ستختار من لا تقف حدود صداقتك معه عند حد الموت، بل وقد تزداد لأنه سينفعك وأنت في قبرك، وسيكون شفيعاً لك في يوم القيامة، بل وحتى في الجنة سيقول: يا ربي لقد كان صديقي فلان عوناً لي على أمور دنياي وآخرتي وهو من الأسباب التي جعلتني أصل إلى هذه المرتبة، فارفع اللهم درجاته لكي يصل لي. هذا الموضوع هو تذكير لكم وسينفعكم..( إنّ الذكرى تنفعُ المؤمنين )
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،نسألكم الدعاء. للامانة منقول | |
|